تحية الصباح في جريدة العروبة و هي جريدة يومية سياسية تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر و التوزيع
و تصدر في مدينة حمص
رقم العدد 13254
عنوان المقالة: صديقي و الغرب العطوف
للشيخ حسن الحكيم
المقالة:
صديقي المتفرنج استوقفني قائلاً :"تعال لترى بعينك أين وصل الغرب و بالفعل أتيت مع عقله (( الأعوج)) لأرى بعيني كما أمر هذا الصديق فأثار دهشتي و أنا أشاهد على التلفاز و من خلال إحدى الفضائيات المتخصصة بعالم الحيوان برنامجاً يقدم جهاز شرطة مختص بمتابعة الحيوانات التي تتعرض لسوء المعاملة.
و بطريقة درامية شاهدت الشرطية تبكي و تنزف دموعها الحرى على قطة تعرضت لفكش في قدمها فنقلت بالسرعة القصوى إلى مشفى مختص بالحيوان لإسعافها .
و قد تأهبت المروحيات و سيارات الإسعاف المجهزة و من بعد لوحقت السيدة التي تسببت بفكش قدم القطة السالفة الذكر ؟! نعم يريك الإعلام الغربي و العربي الذي يعمل لخدمة الإعلام الغربي مدى إنسانية هذا الأمريكي الذي أنشأ المشافي و أقسام الشرطة مانعاً الظلم و القسوة عن القطط و الفئران و الكلاب و تتساءل هل هذا الأمريكي العطوف الذي يدافع عن الكائنات الحية هو غير الأمريكي الذي يقتل الأطفال و الشيوخ و النساء في العراق ؟؟ و هل هذا الشرطي الأمريكي الذي يعتقل و يحاكم من خدش مشاعر كلبٍ في أمريكا هو نفسه الذي يرسل الصواريخ و القنابل الذكية مجاناً للعدو الصهيوني و التي بذكائها تقطع أوصال أطفالنا في غزة و في لبنان و في بلاد الله الواسعة ؟!
و هنا يتأكد لي أن هذا الغرب العطوف و هذا الأمريكي الحنون صاحب القلب الإنساني الكبير إما أنه مريض بانفصام الشخصية فيكون تارة حنوناً على صرصار و تارة أخرى يكون مجرماً قاتلاً يتفنن في إقامة المجازر التي تقتل الأبرياء من نساء و أطفال و شيوخ ، أو أنه كذاب غدار لئيم حاقد يقتل بيد و يلوح بالإنسانية باليد الأخرى و في الوقت الذي يسدي خدمة إنسانية لكائن حي في بلاده يقتل طفلاً و يحيله أشلاء في بلادنا مطالباً المقتول أن يؤمن بالسلام ؟! و يطالب المبتور الساق أو الذراع بأن يؤمن بالتعايش المشترك ؟!
نعم هذا برنامج يثير الضحك عن حرص هذا الغر ب المتوحش على مشاعر الحيوانات الأليفة و غير الأليفة يريد أن يغير قناعاتنا فنراه حملاً وديعاً بدل أن نراه ذئباً قاتلاً لا يرحم و الأنكى من كل ذلك تبني البعض لوجهة النظر هذه و منهم صديقي الأعمى القلب و البصر .. و لكن لا غرابة أن صديقي نفسه يعاني من الحالة نفسها فهو إما كذاب أو مصاب بانفصام الشخصية إذ أنه يعرف متى غنى الفنان فلان أول و آخر أغانيه .. و متى شعرت الغنوجة فلانة بالزكام فاضطرت لأن تعتذر عن حفلتها مما أصاب جمهورها بالإحباط ..
و يعلم كل شيء عن أزمة لاعب مانشستر يونايتد العاطفية و مدى تأثر الفريق و نتائج هذا الفريق بهذه الأزمة العاطفية .. و لكنه لا يعرف متى احتل هذا الأمريكي العطوف بغداد ..؟!
و لا يعرف متى ارتكبت مجازر صبرا و شاتيلا و لا علم له و لا خبر بالتهديدات الصهيونية اليومية بالعدوان ..،
و لا كيف هُزم مشروع الشرق الأوسط الجديد .. و لا يعرف أنني صرت أخجل من صداقته ..؟!